كيف يتحول الشاب الي بنت

قصة سالي محمد عبدالله  كيف اتحول الي بنت ؟ سؤال يراود كثير من الشباب 
كيف اتحول الي بنت
قبل ٢٠ عاما تقريبا كانت سالي محمد عبدالله مرسي تحمل اسما مختلفا هو سيد، ونوعا مختلفا هو «ذكر» ثم أجرت عملية تصحيح لجنسها وتحولت من شاب إلي فتاة، ومن طالب بكلية طب الأزهر إلي طالبة.
توجهت سالي إلي إدارة الأزهر ومعها الأوراق التي تفيد تحولها وانقلبت الدنيا داخل جامعة الأزهر، وعقد مجلس تأديبي انتهي بقرار فصلها.
وقضت سالي ١٨ سنة بين المحاكم من أجل العودة لدراستها عبر رحلة طويلة بدأت بعملية جراحية، وانتهت بحكم في محكمة القضاء الإداري،
تفاصيل الحكاية
اصطحبت الأم ابنها إلي الطبيب، وطلب إجراء التحاليل الطبية والفحوصات وجاءت النتائج تؤكد شعور «سيد» حيث أوضح الطبيب أن نسبة الأنوثة تطغي علي الذكورة، وكان القرار الحاسم «ضرورة إجراء عملية جراحية لتصحيح الجنس»، ولم يكن القرار عاديا في بلد إسلامية، وكلام الجيران والأقارب والزملاء لم يتوقف.
وبعد ٣ ساعات داخل غرفة العمليات تحول «سيد» إلي «سالي» ومن شاب إلي فتاة.. من ذكر إلي أنثي، من ابن إلي ابنة من ولد إلي بنت من طالب بكلية طب جامعة الأزهر إلي طالبة.
 وانتهت رحلة شقاء سالي «سيد سابقا» لتبدأ رحلة تغيير الأوراق الرسمية، وقدمت طلبا بنقلها من كلية طب بنين إلي كلية طب بنات بعد إجرائها عملية تصحيح جنس وتحولها من ولد إلي بنت، وعند هذه المحطة انقلبت الدنيا داخل جامعة الأزهر، وتم تصعيد الواقعة إلي رئيس الجامعة. وكانت سالي في السنة الخامسة بكلية الطب وقت تصعيد الموقف، وبعد أكثر من ١٨ سنة من التقاضي، أسدلت المحكمة الإدارية العليا الستار علي القضية  وقررت إلغاء الحكم المطعون فيه وإلزام الجهة الإدارية «جامعة الأزهر» بإعادة الطاعنة إلي كلية طب البنات لاستكمال دراستها، وأكدت المحكمة في حكمها أن الطاعنة بتغيير جنسها إلي أنثي قد أصبحت في مركز قانوني جديد وعوملت علي هذا الأساس بصفتها ونوعها الجديد
وأضافت سالي: كنت قد اتجهت للعمل كفنانة استعراضية وليس كراقصة، وبعدها قررت الاعتزال وعدم الرقص، وكنت أشعر منذ الصغر بأنوثتي، وحكيت ذلك لأسرتي وتقبلوا الأمر ولكن طبقا لآراء الأطباء لم يكن من الممكن تحويل الجنس وإجراء العملية قبل سن ٢١ عاما.
وقالت: تزوجت من شخص كان يعرف كل شيء عني، ولديه فكرة عن تفاصيل الموضوع من البداية، ولكننا لم نتفق في بعض الأمور التي لا تتعلق بتلك القضية، وقررنا الانفصال، وتعرفت علي شاب آخر «هاني» ووافق علي الزواج مني، ولم أبلغه بتفاصيل تحويل الجنس، وتزوجنا بشكل طبيعي، ولم يشعر هو بأي تغيير، ولذلك أبلغته بالتفاصيل كاملة، ولم ألاحظ عليه أي تغيير، ونعيش حياة سعيدة عادية.
واستطردت سالي بقولها: لم يرزقنا الله بأبناء حتي الآن، وهذا الأمر ليس له علاقة بمسألة تحويل الجنس كما أكد الأطباء، وأعمل حاليا مدرسة في مدرسة خاصة مشتركة، بعد أن حصلت علي ليسانس الآداب من جامعة القاهرة، وبعد أن عرف مسؤولو المدرسة بواقعتي بدأت بيننا المشاكل وأنتظر الخروج منها

وأجرت سالي عملية جراحية للتحول من ذكر الى أنثى في 19 يناير 1988 وحصلت على بطاقة هوية من الجهات المختصة في ماي من نفس العام تثبت أنها أنثى وقامت جامعة الازهر بإحالتها الى مجلس تأديب قرر فصلها نهائيا في بداية العام الدراسي 1989.
وقال محاميها ممدوح نخلة: "أرسلت مذكرة للامم المتحدة للمطالبة بمناقشة قضية سالي أمام مجلس حقوق الانسان الدولي إستنادا للقانون الدولي الذي يعطي الحق للأشخاص باللجوء للقضاء الدولي في حال استنفاد سبل التقاضي أمام القضاء الوطني".
وأضاف "أرسلت مذكرة في ذات التوقيت للرئيس "المصري حسني" مبارك لمطالبته بالتدخل لحث المسئولين بجامعة الازهر على احترام القانون وتنفيذ أحكام القضاء".
وتابع "الشكوى التي تم إرسالها للأمم المتحدة تضمنت ملفا كاملا عن القضية والجدل الذي أثير حولها والاحكام القضائية التي حصلت عليها".
وأشار إلى انه بدأ في إجراء اتصالات بمنظمات دولية لدعوتها الى تبني القضية ودعم مناقشتها أمام مجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة.
ومن جانبها، قالت سالي عبدالله "ظننت أن مشكلتي سوف تنتهي بحصولي على حكم قضائي بحقي في العودة للجامعة لكن للأسف إدارة الجامعة تصر على معاقبتي طوال حياتي لمجرد أني تحولت من ذكر الى أنثى".
وأضافت "سأتوجه الى كل المنظمات الدولية لأنني مصرة على استكمال دراستي للطب وسوف أتخصص في الجراحة كي أتمكن من مساعدة الراغبين في التحول من جنس الى أخر".
وأشارت سالي، التي أثارت قضيتها جدلا واسعا على مدى سنوات طويلة، إلى أنها تسعى لتأسيس جمعية للدفاع عن حقوق المتحولين من جنس الى أخر كي تتمكن من مساعدتهم على مواجهة رفض المجتمع لهم.
يذكر أن سالي كانت قد احترفت العمل بالفن عقب تحولها الى أنثى حيث مارست الرقص الشرقي في عدد من الملاهي الليلية، إلا أنها قررت اعتزال الرقص للتفرغ لدراسة الطب.

No comments:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2019 الراي الاخر