بوش يسلم العالم المصري مصطفى السيد أرفع وسام

يقيم البيت الأبيض يوم الاثنين حفلاً كبيراً يسلم الرئيس الأمريكي "جورج بوش" خلاله العالم المصري الدكتور "مصطفى السيد" قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعتبر أعلى وسام أمريكي للعلوم لإنجازاته في مجال التكنولوجيا الدقيقة المعروفة باسم (النانو) وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان.
و ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن العالم المصري يتوقع تطبيق اختراعه في علاج السرطان بقدائق الذهب النانوية خلال سبع سنوات من الآن.

و أضاف الدكتور"مصطفى" أنه توصل إلى إمكانية علاج السرطان باستخدام مركبات الذهب النانومترية وأنه في انتظار موافقات تجريبه على البشر بعد أن نجح بنسبة 100 % في علاج الحيوانات المصابة بالسرطانات البشرية.

و أوضح الدكتور"مصطفى السيد" الذي يرأس كرسي جوليوس براون بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا كما يرأس مركز أطياف الليزر بنفس المعهد، أنه من خلال التجارب التي أجراها على حيوانات حية بحقن الأوردة الدموية بدقائق نانوية من الذهب تمكن من إبادة الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة وذلك بعد تعديل درجات سمية المواد بالتحكم في كيماوياتها.

وأشار إلى أن القيود الصارمة على التجارب العلمية على البشر في الولايات المتحدة تحول دون الإسراع في تجريب هذا الأسلوب على المرضى من البشر، لكنه استدرك بأن الإجراءات تمضي في هذا السبيل بجامعة هيوستون.

و أعرب في الوقت نفسه عن خشيته من أن يسبقهم الصينيون الذين لم يستبعد أن يكونوا قد بدأوا بالفعل في التجارب البشرية لهذا الأسلوب نظراً لعدم تقيدهم بقواعد التجريب على المرضى.

كيف تعمل مادة الذهب على علاج مرض السرطان ؟
و قال الدكتور "مصطفى السيد" أن مادة الذهب تفقد خواصها اللاتفاعلية حينما يتم تفتيتها إلى دقائق نانوية وتتحول إلى مادة تفاعلية ومحفزة تتفاعل مع جسم الخلية السرطانية وتحدث وميضاً داخلها بينما لاتتفاعل مع الخلية السليمة وبالتالي تبدو الأخيرة داكنة تحت المجهر.

وتتجمع دقائق الذهب النانوية لتشكل طبقة مضيئة على جسم الخلية المريضة لتقتلها خلال دقائق بينما تتفتت داخل الخلايا السليمة ولاتؤثر عليها بأي حال.

ويشير إلى أن دقائق الذهب النانوية تتعرف على الخلايا السرطانية المصابة لكنها لاترى الخلايا السليمة.

وتقوم مادة (النانو) الذهبية بامتصاص ضوء الليزر الذي يسلط عليها بعد وصولها إلى الخلية المصابة وتحوله إلى حرارة تذيب الخلية السرطانية.

و من المعروف أن (النانو) هو أصغر وحدة في الذرة توصل إليها العلماء حتى الآن وتبلغ من الدقة تحت الميكروسكوب بحيث يعادل سمك شعرة الإنسان الواحدة 50 ألف نانو.

ويصل حجم كرة الدم الحمراء ألف نانو ويشكل النانو واحد على ألف من المللي.

و قد توقع العالم المصري ـ الأمريكي الجنسية ـ أن يكون هذا العلاج أقل تكلفة من ناحية المواد المستخدمة فيه من العلاج بالليزر حيث قد يكفي ميكروجرام واحد (واحد على ألف من جرام الذهب) لعلاج كبد مصاب بالسرطان.

وقال أن هذا البحث استغرق منه سنتين، مشيراً إلى أن فريقه لايضم مصريين وأن أغلبهم صينيون.

وحذر العالم المصري من أن النانو الذهبي يقتل الخلايا فقط التي يتم توجيهه إليها إذ من الممكن أن تظهر في أماكن أخرى من الجسم وبالتالي يتعين
التعامل معها بنفس الأسلوب أينما كانت.

وتوقع الدكتور"مصطفى" أن يتم الأخذ بهذا الأسوب في علاج السرطان بعد أن تقره إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، التي تعد البوابة الوحيدة التي تخرج منها كافة تراخيص استخدام العقاقير والأغذية في الولايات المتحدة، إن لم يكن في العالم كله، وهي فترة قال أنها قد تصل إلى سبع سنوات.

وحذر بمرارة من احتمال استخدام الصينيين لاختراع من المفترض أنه صاحبه وقال أن الصين لاتولي أي اهتمام لمثل هذه الاعتبارات.

و أشار إلى أن الدكتورة "منى محمد" المدرس بالمعهد القومي لعلوم الليزر في القاهرة - والتي عملت مع الدكتور مصطفى على مدى ست سنوات في معهد جورجيا قبل أن تنتقل إلى سويسرا لاستكمال دراستها هناك - هي التي علمتهم كيفية تفتيت المادة إلى نانو قبل أن تعود إلى القاهرة، إلا أن فريقه بدأ استخدام هذه التكنولوجيا طبياً بعد ذلك.

من جهة أخرى، وقالت الدكتورة "مها محمود"، المستشار الثقافي المصري بواشنطن، التي أقامت حفل تكريم للدكتور مصطفى السيد وطلابه بمقر السفارة المصرية، أن وزير التعليم العالي الدكتور "هاني هلال" أدخل نظام الأستاذ الزائر لربط علماء وأساتذة مصر في الخارج بوطنهم الأم وبالجامعات المصرية وأن الدكتور مصطفى السيد هو الآن أستاذ زائر بالمعهد القومي لعلوم الليزر التابع لجامعة القاهرة.

ماذا تعرف عن قلادة العلوم الوطنية ؟
تعتبر قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي يتسلمها العالم المصري الدكتور " مصطفى السيد" أعلى وسام أمريكي للعلوم.

وتقول حيثيات منحة الوسام الأعلى للعلوم في أمريكا لعام 2007، الذي سيتسلمه الاثنين، أنه يأتي تقديراً لإسهاماته في التعرف على وفهم الخصائص الإلكترونية والبصرية للمواد النانوية وتطبيقها في التحفيز النانوي والطب النانوي ولجهوده الإنسانية للتبادل بين الدول ولدوره في تطوير قيادات علوم المستقبل.

ويرشح لهذه الجائزة التي تمنح سنوياً في مختلف مجالات العلوم ثمانية من العلماء الأمريكيين.

والدكتور"مصطفى السيد" هو أول عالم مصري وعربي يحصل على هذا الوسام في الولايات المتحدة.

من هو الدكتور مصطفى السيد ؟تخرج الدكتور مصطفى من كلية العلوم جامعة عين شمس وهي الفترة التي قال أنها زرعت فيه أسس الطموح العلمي الذي غرسه فيه أساتذة مصريون عظام.

وقد انتخب الدكتور مصطفى السيد عضواً بالأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة عام 1980، وتولى وعلى مدى 24 عاماً رئاسة تحرير "مجلة علوم الكيمياء الطبيعية،" وهي من أهم المجلات العلمية في العالم.

كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1990 والعديد من الجوائز الأكاديمية العلمية من مؤسسات العلوم الأمريكية المختلفة، ومنح زمالة أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية، وعضوية الجمعية الأمريكية لعلوم الطبيعة، والجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، وأكاديمية العالم الثالث للعلوم.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط

1 comment:

  1. ابراهيم مصطفىMay 11, 2009 at 11:08 AM

    هو ده المسلم المتعلم المنتج النافع لوطنه ولدينه ودنياه فارجو من الله ان يزيده من علمه وان ياتي الخير كل الخير على ايدي مث مثله من المسلمين اللهم امين امين امين

    ReplyDelete

جميع الحقوق محفوظة © 2019 الراي الاخر